سقيا لأطفال الحجارة

سُقيا لأطفالِ الحجارهْ

سُقيا لأرضٍ أنبتتهمْ مثلَ أعواد النضارهْ

سُقيا لأغصانِ النخيلِ الطالعاتِ بليلنا مثل المنارهْ

سُقيا لهمْ ... في عرسِ يومِ الأرضِ

في عُمرِ البنفسجِ و الندى

يتربَّصونَ لكومةِ الحقدِ المُدجَّجِ بالردى

و لمدفعِ الوغدِ الجبانِ بجزمةِ الظفرِ

المؤزَّر بالحجارهْ

سُقيا لهذا القادم الممتد من عمقِ الجراحِ النازفهْ

يمضي و في عينيهِ أحلامُ الطفولةِ وارفهْ

و الحلمُ شكل حمامةٍ رقصت على هدب السماءْ

و القلبُ لحنُ الكبرياءْ

و يداهُ صانعتان من حجر الحواكير إنتصارهْ

***

و يعانق الأرض الحنونْ

و يضمها

يلمّ عن أجفانها وجع السنينْ

و يشيلها هماً تنوءُ بحمله عصبُ الملايين الغفيرهْ

و إذا يموت يعيش نبضاً في عروقِ الأرضِ

يطلع من خلال الجرحِ أغنيةْ

تندّى بالنجيع الحرِّ

ترسم للمدى المطويِّ ذاكرة بصيرهْ

يا ألف أغنيةٍ و قافيةٍ غريرهْ

أنت الرسالةُ و الصدارهْ

أنت المسافة من حدود " الصبر و الوهم المقدَّس "

من جنون القهرِ

أنت الخبز للآتين من بؤس التشردِ و المرارهْ

و الأمن للآتين من ليل المجازر و الردى

أنت إحتراقُ اليأس و الزيفِ المبجّل و الصدّى

أنت الضحيةُ و الفدا

لرجولة تنمو على عفن البلاغة و الشطارهْ

أنتِ .. و أنتِ من الرياح الله من ثبج الصحارى

و إنفجارُ البرتقال المرّ في شفة الغضبْ

و حجارةُ الطير الأبابيل التي ترمي بسافية اللهبْ

أنت الطفولةُ و الرجولهْ

و الموت في عزِّ الحجارهْ

أوتعلمُ المدن الكبيرةُ و الصغيرهْ

و البروجُ المستديرهْ

و الجماهيرُ الغفيرهْ

أويعلمُ الموت المعطر بالحضارهْ

مقدار حجم الفرق بينَ الموتِ

من ترفٍ و من قرفٍ

و بين الموتِ في عزِّ الحجارهْ ؟؟

أ . أحمد ضوا
الكويت 1988